يعتبر المجيب الراداري (SART) من أكثر المعدات حيوية وأهمية على متن السفن كونه يقوم بمهمة إرسال إشارات الاستغاثة، فهذه الأداة تساعد في تحديد موقع السفينة في حالات الطوارئ عند خروجها عن المسار أو ضياعها في البحر أو لتحديد موقع عائمة نجاة.
ويستخدم بشكل عام على متن السفن وقوارب ورماثات النجاة. فهو أحد أكثر الأجهزة مساندةً لطاقم السفينة في حالات الطوارئ المفاجئة.
ويصمم بالشكل الذي يبقيه طافياً على سطح الماء لفترة طويلة، كما يتمتع بلون فاقع ليسهل تمييزه، بينما يمكّنه جهازا الإرسال والاستقبال المزود بهما من بث واستقبال موجات الراديو لهذا السبب يعتبر من أهم معدات الإنقاذ حيث يرسل إشارة يبلغ ترددها 9 غيغا هيرتز.
كما يمكن لبطارية المجيب الراداري أن تعمل لفترة طويلة كون الجهاز يغلق بشكل أتوماتيكي في حال الحاجة له. حيث يشتغل المجيب الراداري فقط أثناء الحاجة إليه في حال تم تشغيله من زر ON كما أنه حين يلامس الماء يعمل بشكل أتوماتيكي.ويجب على السفن التي تبلغ حمولتها الاجمالية 500 طناً أو أقل ألا تبحر دون تزويد السفينة بالمجيب الراداري أما بالنسبة للسفن التي تفوق حمولتها 500 طن يجب لزاماً أن تتزود بجهازي مجيب راداري وهذا يوضح الأهمية الكبيرة لهذا النوع من الأجهزة.
عند وضع التشغيل ONيعمل المجيب الراداري بشكل أتوماتيكي في حال مرت سفينة بالجوار حيث ينبه الطاقم إلى مرور سفينة بقربهم في محيط ما يقارب 100 ميل، عن طريق إصدار إشارات صوتية ومرئية أما في حال عدم مرور سفينة فإن الجهاز يكون في وضع الجهوزية دون أن يصدر أي إشارات و ما إن يستقبل المجيب الراداري إشارة رادار حتى يعمل و يرسل له الإشارة و تضمن هذه التقنية حفظ أكبر قدر ممكن من الطاقة في الجهاز و التي تكون مصيرية في ظروف الكارثة.
يصمم المجيب الراداري ليقاوم الماء الأمر الذي يحميه من الأضرار التي يمكن أن تلحق به نتيجة نفاذ الماء إليه، ويعمل المجيب الراداري على البطاريات ويمكن تشغيله لوقت طويل ما يقارب 100 ساعة في وضع الجهوزية (الانتظار) و حوالي 8 ساعات في وضع ارسال الاشارة و يجب على الضابط المسؤول الكشف على الجهاز كل شهرين كحد أقصى و التاكد من أصداره للضوء و الصوت المخصصين لنجاح عملية الاختبار كما يجب عدم اغفال البطارية التي يجب تبديلها عند انتهاء المدة.
لم تعد تخفى على أحد أهمية هذا الجهاز في عمليات الإنقاذ سواء المتعلقة بالسفن أو تلك المتعلقة بالطائرات، فهو مصمم للعمل في أقسى الظروف وفي المواقع البعيدة وصولاً للقطب حيث يمكن له تغطية مساحة جغرافية كبيرة.
تظهر إشارة المجيب الراداري على شاشة الرادار على شكل خط يتألف من نقاط متتابعة الأمر الذي يساعد سفينة الإنقاذ في الوصول لموقع الاستغاثة في الوقت المناسب.
ويرسل المجيب الراداري خطاً مؤلفاً من 12 نقطة حيث تمثل النقطة الأولى نقطة البداية. ويحدد هذا الخط اتجاه عائمة النجاة التي تكون في طرفه الخارجي أما المسافة بين النقاط فتحدد بعده عن وحدة البحث أو سفينة الانقاذ إذ أن المسافة بين نقطتين متتاليتين تبلغ 0,6 ميل بحري الأمر الذي يسهل على وحدة الإنقاذ تحديد موقع الفريق المستغيث.
وبالأخذ بتلك الحقائق يعتبر المجيب الراداري أحد أهم إبداعات الهندسة في مجال السلامة التي جعلت إمكانية توافر جهاز كهذا ممكناً على متن السفن.
المصطلحات: