تعتبر حركة النقل البحري الأكثر صعوبةً مقارنةً بوسائل النقل الأخرى، وتختلف الآليات المستخدمة لتسهيل هذه الحركة وتأمين النقل الأسهل والأفضل بين السفن والمرافئ، لذلك عادة ما نسمع بزوارق القطر والجر (Tugboats) وعن دورها الهام في المساعدة على قطر السفن ومراصفتها بشكل آمن وجيد، والمساهمة في عمليات الإنقاذ وأعمال أخرى شديدة الأهمية.
إن مصطلح زوارق القطر يكفي لإعطاء فكرة جيدة وواضحة عن حجم ومهمة السفينة التي تجري مناقشتها، ورغم أن هذه الزوارق صغيرة نسبياً إلا أنها قوية مقارنة بحجمها الصغير.
لزوارق القطر استخدامات عديدة، ولكن استخدامها في المقام الأول يتمثل بقطر أو سحب السفن غير القادرة على الحركة من تلقاء نفسها، مثل السفن المعطلة، منصات أو مراكب الوقود، أو السفن المحملة التي يجب أن لا تتحرك "في حال قناة ضيقة أو ميناء مزدحم".
بالإضافة إلى ذلك، تستخدم هذه القواطر ككاسحات جليد أو زوارق إنقاذ.
وكونها زودت أثناء بنائها بمدافع لمكافحة الحريق، فإنها تساعد في مهام مكافحة الحريق سواء في الموانئ أو حتى في عرض البحر عندما تقتضي الحاجة لذلك (شاهد الفيديو المرفق لمدافع مكافحة الحريق).
تتميز السفن الكبيرة بسهولة المناورة في عرض البحر، لكنها بالمقابل تواجه صعوبة كبيرة في خطوط البحر الضيق وفي المرافئ كونها لا تمتلك المرونة الكافية في الحركة الجانبية على الرغم من سهولة حركتها إلى الأمام وإلى الخلف. لذلك وعندما برزت الحاجة الكبيرة لزوارق القطر تم إدخالها لمساعدة السفن الأكبر التي تبحر في المياه الضيقة، وهذا ما جعلها تكتسب اسم مساعدات السحب وفيما بعد اسم القواطر.
تستطيع القواطر الإبحار والقيام بمهامها في المحيط ولكن بعضها مثل القواطر النهرية لا تمتلك القدرة الكافية، فالقواطر النهرية مصممة للمساعدة في الأنهار والقنوات، وتمتلك تصميماً للبدن يجعل من الخطر جداً إبحارها في المحيطات المفتوحة.
كانت زوارق القطر واحدة من أولى المراكب التي زودت بمحرك دفع بخاري والذي استبدل في الوقت الحاضر بمحرك الديزل. تمتلك زوارق القطر المتوسطة محركات باستطاعة 680-3400 حصان بخاري (500-2500 كيلو واط)، أما الزوارق الأكبر والتي تخرج إلى المياه العميقة فهي تمتلك محركات باستطاعة تقارب 27200 حصان بخاري (20000 كيلو واط)، وبالنسبة لقدرتها على التحميل فإن نسبة الحمولة تتراوح بين 2.20-4.50 من وزن القاطر بالنسبة للقواطر الكبيرة و4.0-9.5 للقواطر المرفئية.
بما أن قدرة هذه الزوارق على المناورة تعتبر واحدة من أساسياتها وأصل استخدامها، فقد ركزت التطويرات الخاصة بالمحركات عبر السنين على تحسين هذه الميزة من دون المساومة على قوة وقدرة السفينة، وبالتالي الانتقال من التجديف إلى الرفاص. وتستخدم هذه القواطر بشكل مماثل تماماً لقاطرات السكك الحديدية مع فرق ملحوظ أنها تدفع ميكانيكياً بواسطة الرفاص بدلاً من المحرك الكهربائي.
كما نلاحظ أنها تمتلك مظهراً مميزاً عن باقي أنواع المراكب البحرية وهذا ما جعلها موضوعاً للعديد من الدراسات الأدبية وخاصة الرسوم الكارتونية للأطفال. وكانت ملهماً لخلق شخصيات عاشت طويلاً في ذاكرة الناس وجذبت العديد لدراسة هذا النوع من المراكب.
لزوارق القطر أهمية تتعدى كونها مجرد زوارق عادية، فهي كانت الرقم الصعب في منظومة عمل النقل البحري عبر التاريخ، وسنتعرض في مقالاتنا القادمة إلى بعض الحالات التي كان لزوارق القطر أهمية كبيرة في الحفاظ على السفن.
التعليقات: