إن المعدات الملاحية المتوافرة في سوق اليوم للمستخدمين وتحديداً المتعلقة منها بالنقل البحري تعتبر ذات أهمية عالية في الملاحة البحرية والتي ستغدو الملاحة بدونها عملية ذات خطورة عالية ومجازفة غير مضمونة العواقب. فسوق المعدات الملاحية يمدّ العاملين في قطاع النقل البحري بالمعدات التقنية والدعم التكنولوجي المطلوب لتأمين خط سير السفينة وتحديد موقعها في عرض البحر.
ويتميز سوق المعدات البحرية بتنوع كبير يرضي بالمقابل التنوع في طلبات المستخدمين لها، الأمر الذي يتيح للمستثمرين الانتقاء من مجموعة كبيرة من الخيارات.
يستعرض هذا المقال ستةً من أهم أعمدة تطور الملاحة في العصر الحديث والتي غدت الملاحة بفضلها أمراً سهل الممارسة من حيث المبدأ.
تعتبر أجهزة الاتصال اللاسلكية ذات التردد العالي إحدى وسائل إرسال واستقبال الرسائل على متن السفن، ويمكن توصيف وظيفتها الأكثر أهمية بكونها تلعب دوراً كبيراً في إرسال إشارات الاستغاثة عبر القنوات المتاحة لخفر السواحل والسفن الأخرى والقوارب المحيطة. كما يتيح نوع آخر من أجهزة الاتصال اللاسلكية التي تستخدم التردد العالي إمكانية إجراء المكالمات من قبل مشغليه ما يضاعف من أهمية هذا الجهاز كوسيلة للاتصال الهاتفي. أما الميزة الأخرى لهذه الأجهزة فيمكن إيجازها بتوافر نوعين منها، الأول محمول والثاني ثابت، فالنوع الأول يتميز بأنه مضاد لتأثير الماء ويعمل على البطاريات لتسهيل عملية تغذيته بالطاقة. أما النوع الثاني، الثابت، فهو ذو حجم كبير نسبياً لكنه يتمتع بمنظومة تغذية للطاقة أكبر من النوع الأول، وهو ذو مدى أبعد وتغطية أوسع ويحتوي على خيارات عملياتية أكثر من ذلك المحمول.
لقد أضحى نظام تحديد المواقع جزءاً أساسياً من منظومة الملاحة البحرية. ويتيح هذا النظام للسفن والقوارب، بذات الشكل الذي يستخدم به في السيارات، معرفة الموقع الدقيق والبقاء في خط السير المطلوب وخاصة في المناطق التي تزدحم فيها الحياة والنشاطات البحرية بأنواعها. ولا يتوقف الأمر على ذلك بل يتعداه إلى تحديد مواقع السفن الأخرى لتفادي أي من حالات التصادم والتي ينتج عنها كوارث وأضرار لكل من البضائع والسفينة والأهم من ذلك للأرواح. وتجدر الإشارة إلى أن نظام تحديد الموقع العالمي في تصميمه مضاد للماء وتزود لوحته بمفاتيح لخيارات الاستخدام المتنوعة، ومن شأن كل هذا أن يضمن تشغيلاً سهلاً لكل أنواع الرحلات البحرية على اختلافها.
البوصلة هي الأداة التي تدلنا على جهة الشمال الحقيقي، وقد استخدمت منذ العصور القديمة وخاصة في السفر عبر الأماكن التي تصعب فيها معرفة الاتجاهات كالصحاري الواسعة والبحار المفتوحة، وعبر مئات السنين بقيت البوصلة المغناطيسية سيدة الموقف، لكن كان من سلبياتها أنها تحتاج الى عمليات معايرة دائمة، كما نحتاج إلى عملية تصحيح حسابية للوصول إلى معرفة اتجاه الشمال الحقيقي بسبب خطـأي الانحراف والانعطاف.
اكتشاف الظاهرة الجايروسكوبية وظهور بوصلة الجايرو كأهم تطبيق لهذا الاكتشاف في منتصف القرن العشرين أحدث ثورة هائلة في عالم الملاحة البحرية لأنها تمتاز بدقتها وسهولة تصحيح خطئها high أو low مما فتح الباب على مصراعيه لظهور المرشد الآلي أحد أهم ملامح تطور الملاحة البحرية.
يعتبر المرشد الآلي البحري، رابعُ نظام دعم في قائمتنا المذكورة آنفاً، عمادَ ثورة التقانة في عالم البحار. ففي الماضي كان يتوجب على الربان دائماً الاعتماد على أحد البحارة ذوي الخبرة ليكون رجل الدفة بشكل دائم وخاصة في الممرات الخطرة والضيقة وقد يضطر أن يأخذ على عاتقه شخصيّاً هذه المهمة أي أنه يجب أن يتفرغ أحد افراد الطاقم على الأقل طوال الوقت لتوجيه الدفة. إلا أن ظهور المرشد الآلي البحري في العصر الحديث حل مشكلة التوجيه اليدوي للسفينة أو القارب، الأمر الذي أعطى مرونة أكبر للربان في إعطاء تعليماته والإشراف على تنفيذها.
ويتدرج المرشد الآلي البحري في أنواعه المطروحة في الأسواق من النوع ذي التركيب البسيط إلى الأنواع الأكثر تقنيةً وتعقيداً، وأياً كان نوعه فهو يوفر دعماً في الأداء للملاحين القدماء والجدد، ويتكامل أداء هذا النظام مع بوصلة الجايرو ومع نظام تحديد الموقع العالمي الأمر الذي يجعل هذه الانظمة مرتبطة ببعضها بشكل أوسع أثناء إبحار السفينة.
المنظومة الخامسة من منظومات الملاحة الحديثة هي الرادار
ظهر الرادار إبان الحرب العالمية الثانية في القوى البحرية الأميركية بعد حرب المحيط الهادئ، ولعب دوراً حاسماً في انتصارات البحرية الأميركية على اليابانيين الذين لم يكونوا قد توصلوا بعد الى هذه التقنية.
يمكن تلخيص عمل الرادار بالتالي: هوائي دوّار يرسل الترددات ليُظهر فيما إذا كان هنالك أي أجسام ستعترض مسار السفينة، تنعكس هذه الترددات إلى المرسل الدوار للرادار وتكون محملة بالمعلومات اللازمة عن الهدف المرصود من حيث الشكل والحجم والمسافة والحركة.
بهذه الكلمات البسيطة نستطيع أن نفهم مدى الخدمة الكبيرة التي يقدمها الرادار لضباط الملاحة وخاصة في البحار المزدحمة والممرات الضيقة.
هو العمود الاخير من أعمدة الملاحة الحديثة التي نتحدث عنها اليوم، هذا الجهاز يعمل كبطاقة تعريف للعائمة وكاشف لمعلومات العائمات الأخرى، كل المعلومات الاساسية التي تريد أن تعرفها عن أي عائمة أو ترسلها إلى أي عائمة تبحر بالقرب منك تستطيع أن تعرفها من خلال جهاز التعريف الاوتوماتيكي علاوة عن المحطات الأرضية ومحطات تنظيم حركة المرور الملاحي وهو يعمل على الموجات الكهرومغناطيسية العالية التردد VHF و له هوائي استقبال وارسال على سطح البرج ومستقبل موجود في البرج يوضح قائمة الأهداف التي في مداه وكل هدف تستطيع أن تعرف كل معلوماته باختياره بالتحديد.
لقد برزت أهمية عمليات التطوير التي دخلت قطاع النقل البحري في السنوات الأخيرة من خلال الطلب على المعدات الحديثة في سوق النقل البحري. وبمرور الوقت سيزيد الطلب على تلك المعدات، فالمعدات آنفة الذكر أصبحت في وقتنا الحالي حاجة ملحة وأساسية لأي سفينة وبدونها يمكن أن تتوه السفن في عرض البحر، بالمعنى الحرفي والمجازي لهذه العبارة.
هل تعرف أنظمة أخرى ساهمت في تطوير مفهوم الملاحة المعاصرة؟ اذكرها من فضلك في التعليقات.
المصطلحات: